سورة الحجرات - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجرات)


        


{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)}
{ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ} أي لم يشكوا في إيمانهم وفي ذلك تعريض بالأعراب المذكورين، بأنهم في شك وكذلك قوله في هؤلاء: {أولئك هُمُ الصادقون} تعريض أيضاً بالأعراب إذا كذبوا في قولهم آمناً. وإنما عطف {ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ} بثم إشعاراً بثبوت إيمانهم في الأزمنة المتراخية المتطاولة {وَجَاهَدُواْ} يريد جهاد الكفار، لأنه دليل على صحة الإيمان ويبعد أن يريد جهاد النفس والشيطان لقوله: {بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله}.


{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17)}
{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ} نزلت في بني أسد أيضاً فإنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا آمنا بك واتبعناك ولم نحاربك كما فعلت هوازن وغطفان وغيرهم {بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ} أي هداكم للإيمان على زعمكم، ولذلك قال: {إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، و{يَمُنُّ عَلَيْكُمْ} يحتمل أن يكون بمعنى ينعم عليكم أو بمعنى: يذكر إنعامه، وهذا أحسن لأنه في مقابلة بمنون عليك.

1 | 2 | 3 | 4 | 5